بدأت القصة علي رصيف لركوب السيارات صعد مصطفي لسيارة أجرة كان هذا اليوم من أشد الايام برودة و قد كان المطر يهطل بغزارة شديدة و السيارات قد شحت في المكان مضت السيارة مسرعة و قد كانت ممتلئة بينما كانت السيارة مسرعة لمح مصطفي فتاةغير محجبة تقف في المطر مبللة الشعر و الثياب و قد كانت خصل من شعرها قد وشحت رقبتها
قال مصطفي بلهفة للسائق: توقف يجب أن ناخذها معنا
قال السائق:لا أستطيع فالسيارة ممتلئة
رد رجل اخر في السيارة و كان متجهماً:لا نستطيع أخذها و لا مكان لها
مصطفي:أنا مصر علي أخذها سنتدبر أمرنا
نزل مصطفي من السيارة واتجه نحو الفتاة و دعاها لتركب السيارة و يوصلوها حيث تريد
اقتربت الفتاة من السيارة و دعا مصطفي الركاب ليلتصقوا ببعضهم البعض ليتركوالها مكاناً ركب مصطفي أولاً ثم صعدت الفتاة فيما بعد سارت السيارة و اذ بهم يقتربوا من نقطة تفتيش ارتبك السائق و قال :هذا ما كنت أخاف منه ان الحمولة زائدة وهذا يعاقب عليه القانون
رد عليه الرجل الأصلع الجالس في الكرسي الامامي و قال :كان علينا أن لا نتركها تركب معنا
كان هناك شعور جيد من ذلك الرجل الذي كان يجلس بجانب مصطفي كيف لا و هو أب لسبعة بنات
قاطع صوت مصطفي خيال هذا الرجل قائلاً للسائق:لاعليك ان اعطاك مخالفة فسأدفعها أنا
و لحسن الحظ لم ينتبه مفتش النقطة للحمولة الزائدة في السيارة
مضي بعد ذلك السائق و قد كان الهواء البارد يتسرب من فتحة المذياع المكسور
كانت سميرة الفتاة المسكينة ترتعش من البرد
مضي السائق و فجأة سمع صوتاً لدولاب السيارة
قال للركاب : يجب علي ان أبدل دولاب السيارة انزلوا جميعا
قال السائق للفتاة : يمكنك البقاء في السيارة
و قبل ان ينزل مصطفي من السيارة و ضع سترته الثقيلة علي الفتاة ليدفئها
جلسوا علي قارعة الطريق ينتظروا السائق حتي يكمل عمله كانت سعاد تختلس النظر الي مصطفي من طرف النافذة و تقول في نفسها هل هذا الشاب فعل ما فعله معي من دافع الشهامة ام من دافع اخر ، اتم السائق عمله ثم نادي الركاب ليصعدوا، صعد الركاب الي السيارة و رجعت سعاد الي مكانها بجانب شباك السيارة مضي السائق في طريقه حتي وصل الي النقطة المطلوبة
نزل الركاب من السيارة و نظرت سعاد الي ساعتها و قد كانت الساعة العاشرة و فجأة ذهلت لان الوقت قد فات علي موعدها فقد اغلق سكن الطالبات الان و لا مأوي لها غيره
قال مصطفي : هل تريدين مساعدة ؟هل تريدي أن اقلك لاي مكان ؟
هزت سعاد راسها دلالة علي الرفض
مضي مصطفي في طريقه و فجأة نادت عليه الفتاة و قالت له: هل تذهب الي حارس السكن و تخبره بما جري و قالت بعدها رادة علي نفسها لا لا يمكن ذلك
ذهب مصطفي الي حارس السكن و اخبره بما جري و بعد جدال طويل قال له لايمكن الا ان اوصلك الي رئيسة السكن فتخبرها
ذهب مصطفي و معه سعاد الي مديرة السكن و شرحلها الذي جري معهما
سمحت لها المديرة بالدخول ابتسمت سعاد و شكرت مصطفي كثيراً علي ما فعل معه
اصرت سعاد علي اخذرقم مصطفي لكي تجعل أخاها يشكره
مضي مصطفي في طريقة ذاهبا الي الموقف الاخير الذي يوصله الي فلسطين من عريش مصر
لم يجد احدا يقله سأل هناك فقالوا له لقد انطلقت الحافلة و لا حافلة الا غدا الساعة الثانية ظهرا حمل مصطفي حقيبته الثقيلة و اتجه الي احد النزل ليستاجر غرفة و يبيت فيها لليوم الثاني استيقظ مصطفي علي ايقاع جواله و اذا بسعاد تتصل به فاخذت منه موعدا ليشكره اخاها علي ما فعل مع اخته ذهب مصطفي الي الموعد و كان هناك شاب طويل القامة مفتول العضلات يقف بجانب سعاد سلم عليه مصطفي و شكره كريم علي معروفه كثيراً اتجه مصطفي الي الرصيف و
ركب السيارة المتجهة الي فلسطين و في اليوم التالي قرأت سعاد خبرا في الجريدة صعقها و اذا بنبأ استشهاد مصطفي في الخط العريض شاب فدائى يفجر نفسه في مجموعة من الصهاينة علي حدود غزة و اسرائيل ، اغمي علي سعاد من وقع الخبر عليها ، بعد مرور أيام و اذا بسعاد قد لبست الحجاب وواظبت علي فروضها ،نعم لقد تغيرت سعاد تماماً من اجل شخص عرفته صدفة و أعجبت به .......