الخوف عند الأطفال

الخوف عند الأطفال :
كل الأطفال يخافون من موضوعات ومواقف محددة وفي الواقع فإن جزءا من هذه المخاوف واقعية وملموسة وتحمي الطفل من التعرض لمخاطر كالسيارات في الشوارع ومن الارتفاعات العالية . ولكن في بعض الأحيان يمكن للمخاوف أن تصبح شديدة الى درجة أنها تعيق الطفل من ممارسة فعاليات حياته اليومية أو أنها تظهر في سن غير مناسب أو أنها تستمر لوقت طويل بصورة غير مألوفة. وعندما تدفع المخاوف الطفل للتخلي عن النشاطات أو المواقف الطبيعية عندئذ نطلق عليها تسمية الرهابات إنه من الطبيعي أن يخاف ابن الأربع أو خمس سنوات في العتمة من الأشباح ولكن عندما لا يستطيع الطفل النوم بسبب هذه المخاوف وعند استمرارها في السنوات اللاحقة عندئذ فإنه يعاني بشكل مفرط ويحتاج الوالدان للمساعدة الخارجية.
ـ سبب الخوف عند الأطفال :
ليس من السهل دائما تحديد السبب الذي يسبب الخوف والرهابات عند الأطفال الصغار فقد أظهرت الدراسات أن بعض الأطفال يبدون خوافين أو ميالين للخوف بطبيعتهم ولهذا يحتمل أن تلعب الفروق في الطباع دورا كبيرا في نشوء الخوف ويتحدد المزاج بالوراثة وبالفعل تظهر اضطرابات القلق في أسر معينة أكثر من غيرها ومن الطبيعي هنا أيضا أن الطفل الذي ينمو في أسرة يعاني أفرادها من الخوف يحتمل له جدا أن يتعلم الخوف والذعر.
ـ كيف نساعد الأطفال في التغلب على مخاوفهم :
مواجهة الطفل بالتدريج مع الموضوع أو الموقف المخيف وتشجيعه في الوقت نفسه أو الشرح له أنه لن يحدث مكروه له وغالبا ما يكون مفيدا أن يسترخي الطفل في حضور الموضوع أو الموقف المخيف . فمثلا يمكنك أن تخفف خوفه من العتمة عندما تطفئ الضوء وتتحدث له بصوت منخفض . ويجب عدم إرهاق الطفل وإجباره إذا لم يبدي استعدادا لذلك.

: الفرق بين الخوف والقلق :
ـ ينتج الخوف عن مثير موضوعي له مايبرره بينما مثيرات القلق تتسم بالغموض .
ـ علامات الخوف نوعية ومعروفة في حين أننا نجهل غالبا علامات القلق نظرا لتنوعها.
ـ يتصف الخوف بأنه موقوت بالحاضر بينما يتميز القلق بأنه متصل بالمستقبل.
ـ قد يعوق القلق درجة الفرد على التحمل بينما يستطيع الفرد السيطرة على مخاوفه والتحكم فيها وضبطها.
ـ حجم معانات مضطرب الخوف أقل من حجم معانات مرضى القلق المزمن.
ـ مضطرب الخوف أقل اضطرابا من مضطرب القلق على الرغم من ارتفاع درجات العصبية والقلق لدى الفئة الأولى.
يتصف الخوف بأنه يزول بزوال المثير لمسبب له في حين أن القلق يتصف بالدوام والاستمرارية.
ـ يثير الخوف منبه واحد أو عدد قليل منها بينما يتصف القلق بتعدد موضوعاته وإتساع مداها.
ـ الخوف انفعال حاد ومتزامن مع المثير بينما القلق انفعال مزمن.
ـ مواجهة الخوف قد تؤدي في النهاية إلى هلاك الفرد ودماره في حين أن مواجهة القلق بداية للشفاء منه.
: الوقاية من المخاوف المرضية :
وتتلخص طرق الوقاية من المخاوف المرضية فيما يلي:
محاولة عدم تخويف الأطفال واستغلال مخاوفهم في السيطرة عليهم وضبط سلوكهم, تبصير الأطفال بالأشياء المؤذية حتى تكون استجاباتهم مناسبة لما فيها من أخطار , تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية حتى يتعود على الجرأة والإقدام , تدريب الآباء والأمهات على ضبط انفعالات الخوف عندهم لإخفاء مخاوفهم حتى يتعود على الجرأة والإقدام. محاولة الأمهات التقليل من قلقهم وخوفهم على أطفالهم لأنه كلما كانت الأم قلقة وخائفة على طفلها قلق الطفل وخاف على نفسه.
: علاج المخاوف المرضية :
إذا تعلم الطفل الخوف المرضي وأصبح خوافا فإنه لا يصلح معه الإيحاء المباشر بأن ما يخاف منه لا يسبب الأذى , ولا يفيد تحقير مخاوفه ولاحثه للتغلب عليها إذ لابد من العلاج النفسي الذي من أكثر طرقه شيوعا في علاج الفوبيا الآتي :
1/ ـ العلاج بالاستبصار:
ويهدف إلى تنمية ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله وتعديل مفهومه عن ذاته وتعديل اتجاهاته نحو والديه وإخوانه وأصدقائه وكل من له علاقة بمخاوف الطفل حتى يساهموا في علاجها فعلاج الطفل يعتمد إلى حد كبير على تعاون والديه ومدرسيه.
2/ ـ العلاج السلوكي :
ويهدف إلى تعديل السلوك بإطفاء أو إضعاف استجابات الخوف عند الطفل الخواف وتقوية استجابات عدم الخوف من الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات التي تعلم الخوف منها.
أساليب علاجية أخرى :
ـ العلاج بالتحليل النفسي ويستخدم بغرض الكشف عن الصراعات النفسية الكامنة.
ـ العلاج الكيميائي بواسطة مجموعة من العقاقير لتخفيض مستوى الخوف منها الكلوربرومازين والبارتيورات والبروميد...
ـ مساعدة المريض على التغلب على حالة الخوف وتجنب المواقف المخيفة.
ـ إقامة رسم توضيحي يوضح عليه أقل وأكثر أسباب وحالات القلق للمريض.
ضرورة تعليم المريض كيفية الاسترخاء العضلي.
ـ زيادة تفاعل المريض مع المحيطين به ومع المجتمع خارج المنزل لزيادة إحساسه بالأمان وعدم الخوف.

المراجع :
سامر جميل رضوان :الصحة النفسية , دار المسيرة للنشر والتوزيع , الطبعة الأولى , الأردن , 2002 , ص ص 448/450 .
عادل شكري : المخاوف المرضية ,دار المعرفة الجامعية , الإسكندرية ,2005 ,ص 44 .
مجدي أخمد محمد: علم النفس المرضي , دار المعرف الجامعية, الإسكندرية , 2004 ,ص 179

موضوع في غاية الروعة

بارك الله فيكي

ممممممممممممممممررررسيييييييييي

» كيف تتخلص من الخوف إلى الأبد