القسط ) بضم القاف و سكون السين ، هو :العود . فيصبح أن نقول : القسط البحري ، و يصح أن نقول : العود البحري ،و يقال مثل هذا في الهندي . و القسط نوعان : النوع الأول هو البحري ، أو الأبيض ،او الحلو ،و النوع الثاني : هو الهندي ،أو الأسود أو المر ،و الهندي أشد حرارة من البحري ، وهذا العود يؤخذ من نبتة القسط التي يبلغ ارتفاعها (1.5) م ، و لها أوراق , ساق ،و و جذور ، و هو يعيش في الهند ، القسم المستعمل منه في العلاج هو قشور جذوره التي تكون بيضاء ، أو سوداء ، و سمي البحري ، لأن العرب كانت تجلبه عن طريق البحر ، وأما تسميته بالحلو ، أو المر ، فذلك متعلق بطعمه.
القسط نوعان : 1-
الأبيض (الحلو)
2- الأسمر (الأحمر) المر وهو انفع
القسط على شكلين :
قسط العود الهندي والقسط المر البحري من عائلة الزنجبيليات
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط ) رواه البخاري وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة أصاب ولدها عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إياه ) رواه أحمد وأصحاب السنن .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره واستعط ) رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن خير ما تداويتم به السعوط ) رواه الترمذي.
وقد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة (رضي الله عنه) وعندها صبي يسيل منخريه فقال : ما هذا ؟ فقالت : إن العذرة. فقال: (ويلكن لا تقتلن أولادكن، أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فتلحكه ثم يسعط به ) فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ.
وقد روى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسيدة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب ) يريد الكست ..
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويُلد به من ذات الجنب " .
وفي رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب).
قال ابن حجر في كتاب فتح الباري : والسعوط ما يجعل في الأنف مما يتداوي به وقوله: (استعط) : أي استعمل السعوط، وهو أن يستلقي على ظهره وجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أو دهناً فيه دواء (ينطبق بلعومة الخلفي )لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس . والعذرة (بضم العين ) وجع في الحلق يهيج من الدم ، وتسميها العامة بنات الأذن .
وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم . وكان نساء المدينة وما يزال نساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالأصابع أو غمز الحلق بها .
والإعلاق في اللغة أيضاً الدغر وتعني غمز العذرة بالأصابع .
العذرة :
بضم العين و سكون الذال هي التهاب الحلق و اللوزات .
و الغمز :
هو الضغط بالأصابع على أماكن الإلتهاب أو غمزه بأله حادة مثل طرف السكين أو الخنجر
ذات الجنب:
قال عنه ابن حجر العسقلاني : ( هو ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع )- وهو امراض الجهاز التنفسي (التهاب الرئوي والربو ...الخ
السعوط :
هي تناول الدواء عن طريق الأنف بالتقطير أو الإستنشاق
اللَّدود :
قال ابن حجر العسقلاني : ( اللَّدود بفتح اللام و بمهملتين ،هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ).
فقه الأحاديث من الناحية الطبية :
1. يحتوي القسط على مادة الهلينين ، و حمض البنزوات ، و كلاهما من المواد المطهرة للجراثيم ،و من هنا فائدة القسط في علاج اللوزات ،و التهاب اللهاة، و التهاب البلعوم ،و هو المقصود بالعذرة في الأحاديث.
2. كما أن احتواء القسط على هذه المواد المطهرة القاتلة للجراثيم يعلل فائدة القسط في علاج ذات الجنب الجرثومية ،و ذات الرئة الجرثومية .
3. إن الجمع بين الحجامة و القسط له مغزى طبي في ضوء احتواء القسط على حمض البنزوات ،و الهيلينين ،المطهرتين ،و القاتلتين للجراثيم ، وهو دور القسط في تعقيم مشرط الحجامة ، إذا طلي به ، و دوره في تعقيم الجروح المحدثة بهذا المشرط.
4. كما أن الجمع بين القسط البحري و الحجامة يحمل سرٌّلطيف ، وهو : الوقاية من التشوهات و الندبات .
يقول موفق الدين البغدادي في كتابه ( الطب من الكتاب و السنة ) :
( و في جمعه صلى الله عليه و سلم بين الحجامة و القسط سر ٌّلطيف ، وهو أنه إذا طلي به مشرط الحجامة ، لم يتخلف في الجلد أثر المخاريط ، و هذا من غرائب الطب ).
5. في النهي عن غمز العذرة ، أي : النهي عن ضغط اللوزات و الحلق الملتهبين بالأصابع إشارة واضحة إلى الهدي النبوي في تصحيح الأخطاء الشائعة في الطب الشعبي ،حيث إنَّ غمز العذرة ليس فقط لا يفيد في علاجها ، بل و كذلك يضر ، فهو يسبب ألماً شديداً للمريض ،و قد يسبب نزف الدم ،و قد يسبب إنتشار الالتهاب إلى المناطق المجاورة .
و مع ذلك ورغم مرور أربعة عشر قرناً على نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن غمز العذرة نجد أنَه لا زال شائعاً في بعض المناطق ، فيسمون العذرة :بنات الأذن ، و يسمون غمزها ، أي ضغطها بالأصابع : رفع بنات الأذن.
6. قوله صلى الله عليه و سلم : "و يُلدُّ به ذات الجنب " قلنا اللدود ما يسقى في أحد جانبي الفم،و اللُّد بالضم هي الفعل ، و في هذا إشارة إلى طريقة إعطاء الدواء للمريض عندما لا يتمكن غالباً من تناوله بيده، أو يرفض تناوله ، كما يحصل عند الأطفال غالباً ،فإذا رفض الطفل تناول الدواء فيجب إعطاءه إياه عنوة ً ، و ذلك بفتح فمه و سقيه الدواء في أحد جانبي فمه، أما وضع الدواء في وسط فمه فقد يؤدي إلى الشردقة
ومن توجيهات النبي صلى الله[1] عليه وسلم في هذا المجال أن نبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة القاسية والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط . قوله (ويلد من ذات الجنب) يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواء عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه، واللدود ما يسقي الإنسان في أحد شقي الفم، أخذ من لديدي الوادي وهما جانباه واللدود (بضم اللام ) الفعل . فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشي ) رواه الترمذي .
وروى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
ولقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها .
وقال الموفق البغدادي[2]في كتابه الطب من الكتاب والسنة (وذات الجنب قسمان : حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء المستبطن للأعضاء، وغير حقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقة ناخس ).
طرق استخدام القسط:
[في الحديث ذكر سبعة اشفية فقال فتح الباري أن السبعة اشفية هي السبعة أصول صفة التداوي بالأدوية وهي ( الشرب/ اللد/السعوط/الطلاء/التبخير/التكميد / التنطيل) ففيها جوامع الكلم
- الشرب:
وذلك بطحن العود ناعم وخلطه مع الماء وهذا لمعظم الأمراض(منها تقوية المناعه/ إذابة الجلطات/الأورام/إدرار البول وأمراض الكلى/تقوية المعده/التهاب اللوز والحلق/امراض الفم/ضبط السكري )-
اللدود:
وهو وضع جزء منه سليم أومطحون في أحد شقي الفم يفيد امراض اللثه والأسنان/ اللوز والعذرة/قاطع للبلغم/رائحة الفم الكريهه/الجيوب الأنفية/زيادة اللزوجه في السائل المنوي/ التدخين)
-السعوط:
وهو استنشاق جزء مطحون أو من ماءبقطاره وذلك لعلاج (امراض الجهاز التنفسي عامة [الربو -السل-نزلات البرد-اللوز-حساسية الأنف-الشخير
الطلاء(الدهان):
"وذلك بخلط سبعة ملاعق قسط مع فنجانين زيت زيتزن ويطبخ على النار لمدة سبعة دقائق ثم يترك ليبردويصفى. ويستخدم لأمراض الام المفاصل-الروماتيزم-والأمراض الجلديةعامة والثعلبه والصدفيه والقشرة-والحروق -والتسلخات-كما يستخدم نقط بالأذن للحساسيه-ويستخدم واقي لحرارة الشمس-والنمش والكلف وحب الشباب)
ويمنع المس والسحر بإذن الله..
كما يمكن خلطه بالعسل ويعطي لنفس الإستخدام وكذلك يؤخذ عن طريق الفم
- التبخير:
فبخور القسط طيب وإذا وضع معه إظفار أو كافور يطيب رائحتة ويشم به لقطع البلغم والتهاب الحلق والحنجرة وعلاج للمس والأمراض النفسيه
- التكميد:
وهو طحنه وخلطه بالماء أو العسل أو زيت الزيتون أو بدونهم وذلك لتكميد الجروح والدمامل والثآليل والقروح/ وقرحة الفراش لمرضى السكري
- التنطيل:
وهو رش وغسل الجسم بالماء ثم يأخذ المطحون ويبدر الجسم وأماكن التعرق والإبط والقدمين والكف والفخدين وكذلك المعيون.