جمع الله تعالى كلمة ( السموات) في القرآن بينما جاء بكلمة ( الأرض) مفردة، لأن جمع الأرض ثقيل على اللسان، ومخالف لقياس، ولأن كل سماء متميزة عن الأخرى فهي أجناس، أما الأرض فهي من جنس واحد وهو التراب.
قال الآلوسي في تفسيره "روح المعاني" عند الآية رقم 164 من سورة البقرة:
" قال أبو حيان: لم تُجمع "الأرض" لأنَّ جمعها ثقيل وهو مخالف للقياس، ورُبَّ مفردٍ لم يقع في القرآن جمعُه لثقله وخفَّة المفرد، وجَمْعٍ لم يقع مفرده كـ "الألباب".
وفي "المثل السائر" نحوه.
وقال بعض المحققين: جمعَ "السموات" لأنَّها طبقات ممتازة كلُّ واحدةٍ من الأخرى بذاتِها الشخصيَّة كما يدل عليه قولُه تعالى: (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سموات) [البقرة: 29] سواء كانت متماسَّة كما هو رأي الحكيم أوْ لا كما جاء في الآثار أنَّ بين كلِّ سماءَين مسيرةَ خمسمائة عام، مختلفة الحقيقة لما أنَّ الاختلاف في الآثار المشار إليه بقوله تعالى: (وأوحى فِى كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا) [فصلت: 12] يدلُّ عليه، ولم يجمع "الأرض" لأنَّ طبقاتِها ليست متَّصفة بِجميع ذلك؛ فإنَّها - سواء كانت متفاصلة بذواتها كما ورد في الأحاديث من أنَّ بين كلِّ أرْضَينِ كما بين كلِّ سماءَين، أو لا تكون متفاصِلة كما هو رأي الحكيم - غيرُ مختلفة في الحقيقة اتفاقًا ".
ولفظ أبي حيان في "البحر المحيط" :
" قالوا: وجمع "السموات" لأنَّها أجناس، كل سماءٍ من جنسٍ غيرِ جنسِ الأخرى، ووحّد "الأرض" لأنَّها كلها من تراب".